News

قمة روحية بين الراعي وهزيم في البلمند

20
Sep 2011

زار غبطة البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي وبرفقته المطارنة سمير مظلوم وأنيس أبي عاد وجورج أبي جودة غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع في المقر البطريركي في دير سيدة البلمند يوم الثلاثاء في 20/9/2011 الساعة السادسة والنصف مساءً. استقبله البطريرك اغناطيوس وبحضور المطارنة الياس كفوري وافرام كرياكوس وغطاس هزيم.

بداية رحب غبطة البطريرك أغناطيوس بالضيف الكبيرمعتبر زيارته بركة وانها زيارة الطائفة المارونية الجليلة للكنيسة الارثوذكسية مؤكدا على جو المحبة والتعاون السائد اليوم بين الكنائس وهذا مايعزي المؤمنين.واعتبر غبطته أنه في المحبة أنت لاتفرق بين زيد وعمر فالكل محترم لأنه خلقة الله كان ماكانت طائفته أم دينه وقد أصر غبطته على نبذ التخاصم والتقاتل واكد على أهمية التعاون بصدق ومحبة لما فيه خير لبنان والإنسان.ثم قال أنه يعرف البطريرك الراعي منذ صغره، وحين كان مرشدا للناس يدعوهم إلى محبة الله، خصوصا في القرى والأرياف.
وتابع: إني مؤمن بأن الله نزل إلى الارض لمحاكاة الناس بلغتهم، لا ليفرق بين الطبقات الاجتماعية، انما ليرى من يحتاج إليه ليكون معه وله.وتحدث عن "أهمية "هذه القمة اليوم لنرى بعضنا، فإني اتابع البطريرك الراعي على شاشة التلفزيون، ومن المهم جدا ان نكون نحن، واذا لم نكن كذلك لن نتمكن من تحقيق شيء، فما نريده ان نكون نحن نحن".
وختم شاكرا السيدة العذراء طالبا شفاعتها لأجل لبنان وكل اللبنانيين.
ثم قدم البطريرك هزيم أيقونة للسيدة العذراء إلى البطريرك الراعي.
أما البطريرك الراعي فقد رد على كلام البطريرك هزيم حاملا اليه "تحيات الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير"، وقال: "نحن في أمس الحاجة إلى أن نلتقي باستمرار لنتمكن من مساعدة ابنائنا وكل اللبنانيين على تنوع طوائفهم واديانهم، خصوصا ان ما يجمعنا بهم هو الايمان بالله. نرى اليوم الانقسامات والحروب، وما يحصل في البلدان العربية المحيطة بنا. لذلك، نحن نحتاج إلى أن نلتقي وان نكون مع شعبنا فندعوه الى الوحدة وعيش القيم الموجودة لدى كل الطوائف المسيحية والاسلامية على تنوعه. لذا، علينا أن نتحدث بغير لغة الحرب وإبراز الثروة الكبيرة لكل طائفة على مختلف الصعد التاريخية والاجتماعية والفكرية، لأن ميزة بلدنا التنوع".

وتحدث عن "القمة الروحية التي عقدت وأدت الى "السينودس لاجل لبنان"، والذي يتضمن الشركة والمحبة"، وقال: "الشركة في ما بيننا مسلمين ومسيحيين لنشهد كلنا لمحبة الله. نحن اليوم نأتي ليس فقط للزيارة، انما لتشديد الروابط وعقد العزم اكثر مع السادة المطارنة لايجاد الآلية التي تساعدنا على النزول بين ابنائنا وبعث الرجاء في نفوسهم للحفاظ على وجودهم في هذا العالم العربي الذي نحمل فيه رسالتنا منذ وجودنا. لذا، علينا تجاوز الخلافات ونبذ كل العنف. نحن نشكر غبطتكم فأنتم مثال كبير لنا، وقد اعطاك الله هذا العمر المديد، ولكنك حافظت على روح الشباب بتفكيرك وانفتاحك ونشكر الله عليك. ونأمل ان نعزز لقاءاتنا، خصوصا في هذا الظرف ليس وحدنا، انما مع كل الطوائف الاخرى المسيحية والمسلمة لنبرز لمجتمعنا ان القيم هي التي تجمع الناس ونتمكن من التأسيس لأي شيء يخدم منطقة الشرق الاوسط".

وختم شاكرا للبطريرك هزيم هديته، آملا "ان تساعد السيدة العذراء الرؤساء الروحيين على نشر هذه القيم الايمانية لأن العالم قراراته ليست وحدها من المسؤولين السياسيين فقط، وان سيد هذا الكون والمسؤول الاول هو الله. لذا، علينا ان نساعد بعضنا بعضا فنكتشف ارادة ربنا ونعمل بها. ونأمل بمشورتك ان نتمكن من مواصلة هذا العمل، ونشكر الاعلاميين الذين واكبوا هذا الحدث، متمنين عليهم ان ينقلوا الخبر الجيد لا السيء".

وبعد الخلوة التي استمرت زهاء الساعة ونصف ساعة، صدر عن  الدائرة البطريركية في البلمند بيانا مشتركا، جاء فيه:

بيـــان

لمناسبة زيارة صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

لأخيه صاحب الغبطة البطريرك إغناطوس الرابع

 

شهد المقر البطريركي الأرثوذكسي في دير سيدة البلمند لقاء قمة روحية جمعت غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي وغبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم، عند الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء 20 أيلول الجاري بمشاركة عدد من المطارنة من الكنيستين.

في اللقاء عرض صاحبا الغبطة للشؤون التي تهمّ الكنيستين الأرثوذكسيّة والمارونيّة. فشدّدا على ضرورة السعي الجدّيّ من أجل تحقيق التعاون الأخوي المثمر بينهما. كما أكّدا على أهمّيّة التضامن المسيحيّ الإسلاميّ في ما يتعلّق بالشأنين الوطنيّ والإنسانيّ.

ثمّ تناولا الأوضاع العامّة التي تمرّ بها بلدان المشرق العربيّ، ورأيا أنّ المسيحيّين بعامّة ينظرون إلى الدولة، دولة المواطَنة والحقوق والواجبات المتساوية، ضمانًا حقيقيًّا لمستقبل زاهر وواعد، حيث يحيا الجميع بحرّيّة وكرامة من دون تمييز دينيّ أو طائفيّ. وأجمع البطريركان على أهمّيّة رفع الصوت المسيحيّ أمام المحافل الدوليّة نصرةً للقضايا الوطنية والعربية العادلة والمحقّة وبشكل خاص القضية الفلسطينية.

كما ذكّرا بدور المسيحيين التاريخي في المنطقة، وبشراكتهم في نهضة شعوبها على الصعد الفكرية والثقافية والوطنية. وفي هذا الإطار، شدّد صاحبا الغبطة على رفض مقولة "الحماية " لأي فئة كانت ومن أيّ جهة أتت، لذلك فالدولة القائمة على العدالة والمساواة هي وحدها حامية كل أبناء الوطن.

وفي الختام شدّد البطريركان على أهمّيّة الحوار على المستوى الوطنيّ من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لمواطني بلداننا المشرقية وإبعاد شبح الفتنة والنـزاعات الأهليّة والطائفيّة. ورفعا الدعاء من أجل أن يحفظ الله شعوبنا من ويلات العنف والحرب، وان تستعيد دولنا دورها في مواكبة التطوّر الحضاريّ والإنساني.

 

صدر عن بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

المقرّ البطريركي - البلمند