News

يازجي ترأس قداس احد توما في البلمند: للافراج عن جميع المخطوفين والعيش بمحبة وليس بالكراهية والحقد

12
May 2013

 

يازجي ترأس قداس احد توما في البلمند: للافراج عن جميع المخطوفين والعيش بمحبة وليس بالكراهية والحقد

الأحد 12 أيار 2013 الساعة 16:57

 

وطنية - الكورة - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس احد توما  (الأحد الجديد) في كنيسة رقاد السيدة العذراء في البلمند بمعاونة رئيس دير سيدة البلمند البطريركي عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاسقف غطاس هزيم، مدير مكتب البطريرك الاسقف افرام معلولي ولفيف من الكهنة والشمامسة، وخدمت جوقة المعهد بقيادة جيلبير حنا في حضور رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، وافراد من الاسرة البلمندية في الجامعة والثانوية وقضاة وشخصيات وحشد من المؤمنين من لبنان والخارج.

بعد الانجيل المقدس القى يازجي عظة قال فيها: "هذا هو الاحد الاول بعد الفصح، ونسميه احد توما، حيث سمعنا من الانجيل، قبل قليل، عندما دخل الرب يسوع على تلاميذه متحدثا عن القيامة، والحديث عن القيامة يأتي جميلا على مسامعنا وعذبا على قلوبنا جميعا، خاصة ونحن نرى من حولنا الصعوبات، اذ يتهافت علينا من كل ناحية الموت، والدمار، والقتل، والخطف ، والاعتداء على كرامات الناس، ونحن بالرغم من كل هذا نتكلم عن القيامة ونردد المسيح قام من بين الاموات. قد تكون لغتنا غير لغة اهل هذا الدهر، وأهل هذا الدهر للاسف وبألم شديد يتحدثون عن العنف والقوة والسلطة، عن كل شيئ قد يكون عدا عما يتعلق بكرامة الانسان وبحرية الانسان. ولكننا ككنيسة ارثوذكسية وتلاميذ للرب يسوع نؤمن بذاك السيد الذي دحر ابواب الجحيم وقام من بين الاموات، وشعبنا شهود لهذا الحق، وشهود للقيامة وسط هذا الظلام. اذ اننا شعب لا نخاف اليأس والقنوط، نحن قوم نؤمن بالسيد القائم من بين الاموات، لذا ستبقى بشارتنا البشارة المسيحية المعزية للانسان الذي يتخبط بأمور كثيرة لا تليق بكرامته".

واضاف: "سمعنا اليوم كيف دخل الرب يسوع على تلاميذه بعد القيامة والابواب مغلقة، ولهذا دعوني اشدد على اننا عندما نتكلم عن القيامة، كما قلت بداية هي كلمة حلوة عذبة،الا انه دعوني اقول بجرأة ما هو قد يكون الاصل والاكثر تعزية، عندما لا تقول المسيح قام؟ بل انت يا انسان قم، لان ذاك الذي قام من بين الاموات قام بكل هذا العمل الخلاصي لاجلنا وقد افتدانا ليس من اجل نفسه بل من اجلنا. هو السيد سيد الحياة والموت، ولكنه ارتضى حبا بنا نحن البشر، حبا بكل انسان منذ آدم حتى اليوم، ارتضى ان يخلص هذا الانسان المعذب باهوائه وسقطاته، ان يعطيه طعما جديدا لحياة جديدة، لذلك اتانا من السماء، وانحدر الى الارض، وتجسد من العذراء مريم، واحتمل ما احتمل وارتضى ان يطعن بحربة ويوضع اكليل من الشوك على رأسه، تقبل كل هذه العذابات كي يدحر الموت، ويقوم منتصرا ويقيمنا معه، ويجعلنا منتصرين معه".

واشار الى انه "جرت العادة في الكنيسة الارثوذكسية ان تكون الايقونة ناهضة بحيث يمسك السيد بيدي آدم وحواء واحد عن يمينه والاخر عن يساره، والابواب مكسرة، لينهض بهما كل انسان، اي ان السيد الذي قام ينتظر من كل واحد منا ان يمد له يده، ليمسك بالناهض ويقوم معه، كي لا يبقى الانسان بوحدة الموت والخطيئة".

وركز انه "عندما لا نتكلم عن قيامة السيد الا كأنها حدث تاريخي منذ الفي عام لا نكون ابناء قيامة، لان المسيح قام في قلوبنا واراد ان نكون ابناء قيامة لا كما يريد ابناء الظلمة الارضية ان نكون في الظلمة والبشاعة، نحن نريد ان نكون ابناء السيد الذي اراد ان يعطينا الحياة، ونحن نحيا على الارض بالجسد، لنجسد القيامة في حياتنا، في اقوالنا وفي تصرفاتنا، ان نكون ابناء الشجاعة لا ابناء الخوف والظلمات. لذلك علينا ان لا نخاف بل ان نتذكر السيد، لنواجه قوات الظلام، وان كان الامر صعبا، وان نملك الايمان بالذي دحر الموت وكسر الابواب وهي مقفلة ودخل على تلاميذه، وهم خائفون، وقال السلام عليكم، ففرحوا. وهكذا نحن يا احبة لا نعرف اليأس والخوف لاننا نؤمن بالمعلم ونحن ابناء هذه القيامة من بين الاموات، وعلى هذا الرجاء نعيش ونسلك في كل لحظة من لحظات حياتنا".

وقال: "لا يسعني ولا استطيع الا ان اعرج على امر مؤلم على قلوبنا جميعا الا وهو موضوع الاخوة المخطوفين وغير الموجودين معنا حتى اليوم، واقصد كل المخطوفين واخص بالذكر اخوينا المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم اللذين قست عليهما يد الظلم، لذلك نعود ونكرر الدعوة من على هذا المذبح باضاءة الشموع والصلاة والصوم والابتهال ليفرج عنهم. ونكرر القول مجددا ونناشد العالم اجمع ان ما يقومون به من اعمال لا تليق بكرامة الانسان، كما نذكر الانسان باحترام حرية الانسان الاخر والعيش كاخ معه وتقبله، لذلك ننادي دوما بالعيش المشترك والمحبة وليس بالكراهية والحقد والانانية او اي شيئ آخر".

وختم: "رجاؤنا وطلباتنا ان يكون المطرانين معنا في اقرب وقت، يراه الله، فيعطينا ان نتعذى ونفرح بهما، كما يعطينا قوة النعمة ان نفعل، وان لا يكون حدث القيامة خارجيا بل داخليا وليسمع ذلك كل انسان على وجه البسيطة، لان قيامة المسيح تخص الجميع بما تحمله من محبة وسلام وقيم انسانية، وهي ليست حدث خاص بنا وحسب نفهمه كتلاميذ للسيد ونحياه بشكل مختلف عن الاخرين، انما يخص كل انسان لان القيامة هي الوجه الاخر لوصية السيد ان تحب الرب الهك من كل قلبك وان تحب قريبك كنفسك فهذه دعوة ان نقوم مع الرب يسوع وان نحيا في قلوبنا معه ونشهد للحق".